
فرنسا ليه؟
فرنسا ..ليه
د./ أحمد سلامة
كانت آخر زيارة لي لفرنسا في خريف ٢٠١٤ وكانت رحله جميله للغاية قضيتها بين شوراع الشانزليزية وجارد دي نورد واوبرا لاكاديت وناسيونال ميوزيه وارك دي تاريمف وبلاس دي مونج وستيادل وغيرها وكنت سعيد بتعدد الثقافات والجنسيات في باريس وكأني اعيش جو من الكوزموبوليتانية العالمية فقد التقيت بالافارقة الطيبين من السنغال وكوت دايفوار ومالي وملجاشي واردي كونجو وهي الكونغو الديمقراطية والكاميرون وغنيا بيساو ومن الاسيويين التقيت بأشخاص من فيتنام وتايلاند وكوريا الجنوبية والصين واليابان ومن امريكا الوسطي هايتي وجامايكا والسلفادور بالإضافة لبنانيين وعراقيين واردنيين وأهل شمال أفريقيا ذوي النصيب الاكبرمن المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا .واوربين من إيطاليا واليونان وصربيا وكوسوفا والبوسنه والهرسك وتركيا وبلغاريا وكرواتيا وسلوفنيا وبلجيكا كل هذة الجنسيات التقيت معها في قرابه اقل من شهر ودار بيني وبينهم أحاديث في مواقف مختلفة عند اللوفر اومنطقه ايفل وغيرها لقد كانت متعة تنوع البشر والثقافة وتنوع الفكر والمعتقد واختلاف اللغات واللهجات كنت اسمع العراقيين والاردنيين في مطعم نورا يتحدثون عن ذكريات الطفوله في اوطانهم وهو يتناولون الطعام وكنت اري اللبنانيين عندما يتذكرون مصر يتذكرون ام كلثوم ولانسي سيدة لبنانية صاحبة مطعم بيروت هي وزوجها في منطقه جارد دي نورد عندما أصرت ان نتناول العشاء عندها وقامت بتشغيل اغاني كلاسيكية لسيدة الغناء العربي ام كلثوم ..انت عمري كاهداء لنا ولانسي مونيكا ابنه جامايكا التي تدرس في جامعة السوربون وتعمل مضيفة وحواري معها في الأدب الفرنسي حتي ان مدير المطعم الإيطالي حاول تنبيها انها في أداء العمل ..وعبدالله ومنصف السنغاليين..وأصحاب الابتسامات الجميله ومدين والحاج بوعريف وهجري بوسعيد الذين صليت معهم الجمعة في مسجد باريس الكبير..وجاك الكاميروني حامل الحقائب في الفندق طيب القلب وخديجة عامله الفندق المغربية وغيرهم …ماذا حدث في فرنسا ماذا حدث برباط التعدد والإنسانية لقد كانت باريس جميله بهذا التعدد الجميل. انها أصوات الخفافيش أصوات الظلام ..التي تحاول أن تغير التعددية الي نبذ الاخر ..حزين لما يحدث في فرنسا…