الديمقراطية السويدية

الديمقراطية السويدية

د./ أحمد سلامة 
اتابع عن كثب مايحدث في دوله السويد تلك الدولة التي كانت نموذج للحياد السلمي والتي تصنف منذ زمن كجنة الله في الأرض من حيث حماية القانون والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وكفاية ورفاهية الإنسان وتمنيت يوما في زيارة ستكهولم مدينة الفن والأدب والموسيقي والنموذج الأمثل للمدينة التراثية الإبداعية وتفخر السويد انها صاحبة اقدم دستور في العالم منذ القرن الثامن عشر والذي يعتبر المساس بحرية الراي والتعبير والإبداع جريمة كبري وللأسف عانت السويد من نقص بشري حاد فمنذ عام ١٩٩٠ لم يزداد عدد السكان بل تناقص من ١٢ مليون نسمه الي ١٠ مليون نسمه ويبلغ عدد السكان فوق السبعين عام اكثر من ربع السكان وتعتبر هناك تناقص في اعداد المواليد حتي ان هناك مدارس اغلقت لعدم وجود تلاميذ وهناك زيادة في اعداد الملاجيء وطب كبار السن مما يشكل مشكله كبيرة في قطاعات العمل اضطرت السويد الي فتح باب الهجرة واللجوء إليها لتعويض النقص البشري في عام ٢٠١٣ والقضية التي تلقي بظلالها ومازالت تحت البحث حقيقة ثورات الربيع العربي والهجرة الممنهجة الي دول الإتحاد الأوروبي لمعالجة التناقص البشري الملحوظ كان اغلب طالبي اللجوء من السوريين والعراقيين وأغلبهم اما اقليات وأما فقراء معدمين فجأة استخدم اليمين المتطرف عدد من طالبي اللجوء لمواجهة خطط الحكومة التي تطمح في منح الجنسية للمهاجرين مما يسمح بتاكل الهوية العرقية للمجتمع فمن المنتظر ان تتحول السويد خلال ٥٠ عام الي دوله تتكلم العربية ويختفي الأصل الأثني العرقي السويدي اذا استمر الوضع كما هو عليه الآن وربما كانت الحكومة من العرب المهاجرين وتفاجأت الحكومة السويدية ان المهاجرين حاملين المشاكل الأثنية والعرقية ومشاكل حملوها معهم من عالمهم فاستغل اليمين المتطرف ذلك واستخدم متطرفين لإحداث أزمة كبيرة في السويد مع اكثر جالية عدد وهي العراقية واستخدم عراقي متطرف ليحدث فوضي لتسقط السويد بين مطرقة الحريات والمتطرفين والفوضويين من طالبي اللجوء السياسي مصدري الازمات لها….اعتقد بصورة كبيرة ان السويد لن تضحي بنفسها كدوله في هذة الأزمة التي جعلتها في صورة اقل قيمة امنا وعدلا وسلاما وان حرية التعبير المزعومة هي سلاح وخنجر قد تطعن به السويد من هولاء حاملي هموم العالم الثالث …اتمني ان تنتصر السويد وتتحرر من راغبي الفتنة وتعود ملتقي للثقافة ونبذ العنف وتبادل الفكر والرأي اما ماهي عليه الآن فهي أقرب لدوله من دول العالم الثالث التي تنتهك احترام ومقدسات الاخر…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock