القضية الفلسطينية وتخاذل المجتمع الدولي والعربي “مواقف تستحق الإدانة”

 القضية الفلسطينية وتخاذل المجتمع الدولي والعربي “مواقف تستحق الإدانة”
كتبت/ داليا محمد
مرت سنة كاملة على عدوان جيش الإحتلال على قطاع غزة وسط مرافعات في الساحات الدولية لوقف إطلاق النار، والغريب في الأمر أن الموقف لا يحتاج للإدلاء بالتصويت والمقارعة بالحجج والتبرير لموقف حاسم أن يؤخذ، فالحقيقة أن المنظمات الدولية باتت غافلة عن المشاهد المستمرة في غزة والموقف قد يبدوا لها مثل دراسة علمية عميقة تحتاج إلى تفكيرٍ بطئ، والمخزي أن الأوضاع في القطاع لا تحتمل إراقة دماء أكثر من ذلك، فبعد إتفاق طال أمده ترتفع هذه الأيدي معلنة رفضها بحقٍ يعطل كل مسار الحوار وهو “الڤيتو” المشؤوم الذي اختارته أمريكا معبرة عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وبرغم الإنحراف الإدعائي للغرب إلى الجانب الفلسطيني مؤخراً حفاظاً لماء وجوههم فهذا لا يختلف كثيراً عن الموقف العربي الذي رصدته وسائل إعلامه بكلمات مؤثرة وشعارات لا تصبوا إلى موقف فاعل حقيقي.
فتخاذل المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية أصبح أمراً إعتيادياً في منطقتنا العربية وكاشف عن ستار الديموقراطية ومنظمات الإغاثة وحقوق الإنسان والحيوان، فإن أخذنا كلمة المسؤولين الإسرائيليين اللعينة بوصفهم للفلسطينيين بالحيوانات البشرية ورأينا تصرف المجتمع الدولي حيال ذلك لأتخذت جمعيات الرفق بالحيوان موقف صارم عن ذلك، فهذه سياسة الغرب التي تستخدم هذه المنظمات لصالحها عندما يتعلق الأمر بتهديدٍ لها كالحرب بين روسيا وأوكرانيا، أما إذا اقترفت إسرائيل جرائم دموية في قطاع غزة فالأمر بالنسبة لها غير مزعجٍ جداً.

 

ولأن مشاريع السلام السابقة بين مصر والأردن وإسرائيل جاءت لحل قضية عالقة حول منطقة نزاع مسلح إلا أنها محطة ضمن مسار توسع متكامل تطلب إنجازه عقوداً من الزمن، فحصار غزة لا يقتصر على الجانب الإسرائيلي بقدر ما هو متوقف على بعض الدول العربية المشكوك في موقفها، فإذا نظرنا لهذا التحالف لا ندرك لماذا تعتبرها الدول العربية عدوان يقذف التهديدات لها عندما يتعلق الأمر بتمرير المساعدات داخل القطاع، وما لا نفهمه هل هي عاجزة عن إدخال المساعدات إلى هذا الحد؟ بل هل إمكاناتها الدبلوماسية وعلاقاتها مع إسرائيل والغرب ضعيفة لدرجة لا تمكنها من وقف إطلاق النار أو حتى إدخال المساعدات داخل القطاع؟
من الواضح أن الموقف العربي يرى التصعيد في غزة شيئاً مؤسفاً لكنه ليس الأسوأ، وهذا نفسره من الطريقة التي لا تبدي أكثر من التعاطف مع القضية الفلسطينية وتصريحات الحزن على المدنيين والدعوة لضبط النفس والسلام، فالمسؤولية لا تخص فقط السياسيين الذين أصبحوا أقرب إلى ناشطين منهم إلى رؤساء دول، بل هذه الشعوب التي تدان أيضاً بإعتبارها غير مدركة لدورها كورقة إنفجار شعبي تشكل جوهر الخوف الإسرائيلي الغربي، أما آليات الهجوم على المقاومة النافذة من وسائل الإعلام العربية حولت القضية إلى عبء ومشكلة بعد أن كانت واجباً وشرفاً ومسؤولية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock