أخر الأخبار

نجم ينير سماء وهران

نجم ينير سماء وهران

كتبت غادة سيد

 

من حديقة البلدية، للمدينة القديمة، وسيدي الهواري وجبل مرجاجو، تتطلع عينيه إلى رحابة السماء متخطية الأفق، لا يقطع ذلك الاسترسال الحالم إلا أسوار قلعة سانتاكروز العتيقة بطابعها الإسباني الفريد.

يهفو بقلب عصفور أخضر 

يتقافز بين المنتجعات والمراكز التجارية واصلا الماضي بالحاضر ومؤكدا على جذوره الثقافية المتنوعة كقطاف من نور.

منير راجي هو ذلك الإنسان الجزائري الذي ترعرع في أحضان مدينة وهران ( الجزائرية )

طلبت منه أن يعرفنا بنفسه وهو المعروف لدى الجميع، لكن مزيدا من الإنسانية تشبع بعض الفضول للتعرف على تلك الشخصية الفريدة.، فلننصت إلى موسيقى حروفه التي نتلمسها دائما في نبض قصائده بأنفاسها المشرقة، واليوم نحياها نغمات عذبة إلى جوار دقائق ولحظات اختارها لنعيشها معه كما عاشها قلبا وفكرا.

▪︎ إسمي ( محمد منير راجي )

درست كل مراحلي التعليمية ( من الإبتدائي إلى الجامعي ) بمدينة وهران

كانت دراستي علمية تخرجت كأستاذ لعلوم الطبيعة والحياة. 

بدأت الكتابة في سن جد مبكرة ، حيث نشرت أولى أعمالي في الملحق الأسبوعي ( النادي الأدبي ) لجريدة الجمهورية الورقية الجزائرية 

تحصلت على عضوية إتحاد الكتاب الجزائريين سنة 1982

أديت واجبي الوطني ( الخدمة العسكرية كضابط من سنة ( 1984 إاى 1986 )

إشتغلت كمحرر و مراسل صحفي لكل من جريدة الجمهورية و مجلة المجاهد ( الأسبوعية الورقية ) 

كما اشتغلت معد ومقدم برامج بإذاعة وهران.

▪︎ كيف كانت البداية؟

 

بدايتي كانت في سن جد مبكرة ، لكن لم تكن شعرا بل كانت رسما ( كان عمري وقتها لا يتجاوز العاشرة من العمر ). كنت أعبر عن مشاعري و أحاسيسي بالريشة و الألوان، لكن سرعان ما وجدت نفسي أعبر بالحروف و الكلمات، كانت الطبيعة ملهمتي الأولى ، أعشق الإخضرار، والهدوء ..

▪︎ شخصيات أثرت بكم وأخرى تمنيت لقاءها.. 

▪︎ كأي كاتب أو شاعر تأثرت كثيرا بمجموعة من الأدباء و الفنانين ( من مختلف العصور و مختلف الأجناس )،

في الحقيقة تمنيت أن ألتقي بالعديد من الكتاب ، لا يمكن حصرهم ، لكن أنا محظوظ أنني إلتقيت بكل من الشاعر نزار قباني والشاعر محمود درويش والشاعر مظفر نواب ( هؤلاء زاروا الجزائر عدة مرات لا يمكن حصرهم لكن كنت عاشقا للأدب اللاتيني (الإسباني ) خاصة الرومانسي منه. 

▪︎ أهم أعمالكم، ومناصب توليتها، ومحطات فارقة في حياتكم..

 

▪︎ من الأعمال التي أعتز بها كثيرا هي مجموعتي الشعرية ( عبير الحب )، و قد أهديت هذه المجموعة إلى إبنتي (عبير ) و منها جاء العنوان .. 

 

لم أتولى مناصب ، كنت دائما ضد ذلك ، لأنني أعشق الحرية و لا أريد أن أكون مقيدا فالإبداع هو الحرية … 

شاركت في عدة تظاهرات ثقافية وعلمية وفنية داخل الوطن وخارجه، خاصة الفترة التي كنت فيها معدا و مقدما إذاعيا ( منتصف الثمانينات و بداية التسعينات ) 

حصلت على جائزة أحسن قصيدة ( في الجزائر ) سنة 1986 ، إضافة إلى تكريمات من الوطن العربي و أخص بالذكر ( مصر و سوريا و لبنان )

▪ ︎أحداث لا تنسى

▪︎ من أبرز الأحداث التي تبقى محفورة بداخلي هي حين فقدت والدتي و قد قلت وقتها ( الأم هي القصيدة الوحيدة التي لم و لن تُكتب، فهي أسمى و أرقي مِن أن تُحصر بين الأوزان و القوافي.

كذلك هناك أحداث لاتنسى تعود إلى منتصف الثمانينات حيث كانت لي الفرصة أن ألتقي بعديد من الفنانين العرب الذين زاروا الجزائر وأحاورهم، ومن أبرزهم 

ميادة الحناوي، الراحل وديع الصافي، ماجدة الرومي، جورج وسوف، كاظم الساهر ، وطبعا دون أن أنسى أميرة الطرب العربي السيدة وردة الجزائرية، هذه الأخيرة التي كنت على وشك التعامل معها بقصيدة وطنية ، لكن للأسف فارقت الحياة ولم تفارق عشق الجزائر الذي يجمعنا.

و القصيدة تحمل عنوان ( ضمني أيها الحبيب ) وهي قصيدة خاصة بعيد إستقلال الجزائر.

 

▪︎ العائلة وما تمثله لكم كلبنة اولى في بناء شخصيتكم..

▪︎ عشت في وسط عائلي حريص على الثقافة و العلم ، فكان والدي رحمه الله معلما و مدرسا للغة العربية و كانت والدتي رحمها الله معلمة و مدرسة للغة الفرنسية ، كانت مكتبتنا مليئة بالكتب ( متنوعة و متعددة اللغات) فمن هذه المكتبة الأسرية تعلمت من كتب أحمد أمين و طه حسين و شوقي و حافظ ابراهيم وأونوريه دي بلزاك و موليير و فيكتور هيجو ، وعديد من الأسماء الأدبية و الفكرية العربية و الأجنبية، إضافة

إلى الموسيقى العربية ، حيث تربيت على أصوات ( أم كلثوم و فيروز و صباح و وديع الصافي و غيرهم من المطربين ) مما كان له الدور الكبير في تشكيل شخصيتي ..

 

▪︎ دور البيئة المحيطة في تشكل وجدانكم؟

▪︎ لمدينة وهران الفضل الكبير في بناء شخصيتي الفكرية و الوجدانية ، فهي مدينة ساحرة بجمالها ، مدينة ساحلية مزيج من عدة ثقافات ( إسبانية أندلسية، أمازيغية ، عربية ) 

▪︎ ما هي رسالتكم؟

▪︎ رسالتي في الحياة و الأدب هي كالتالي : 

لقد تعددت العناوين وتعددت معها المفاهيم، لكن يبقى الإبداع هو الوحيد الذي لا يتغير مفهومه وإن تعددت أشكاله، فهو موجود في ذات كل كائن حي وغير حي.. فالشمس إبداع والقمر إبداع والطبيعة إبداع والمطر إبداع والمرأة إبداع والحب والعشق إبداع. .

▪︎ انتهت أسئلتنا وما زادنا اللقاء إلا شغفا بشخصكم الكريم وموهبتكم الفريدة

▪︎ ختاما أشكرك أستاذة غادة على هذا الحوار الذي أسعدني كثيرا ، كما أشكر كل طاقم تحرير الجريدة ، متمنيا للجميع التوفيق و النجاح خدمة للفكر و الإبداع الإنساني.

▪︎ جزيل شكري وتقديري لكم أستاذ منير راجي على وقتكم وعلى هذا اللقاء الثري الممتع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock