تصاعد العدوان في شمال الضفة: جنين، طوباس، طمون، ونابلس بين نيران الاحتلال وتغول السلطة”

“تصاعد العدوان في شمال الضفة: جنين، طوباس، طمون، ونابلس بين نيران الاحتلال وتغول السلطة”

بقلم الصحافية: ليندا المليكي

في الأسابيع الأخيرة، شهدت مناطق شمال الضفة الغربية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، تزامن مع ممارسات قمعية من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية. هذا التصعيد أسفر عن سقوط العديد من الشهداء واعتقال العشرات، مما أثار حالة من الغضب والاستياء في الأوساط الفلسطينية.

جنين: استمرار الحصار والدمار

تواصل قوات الاحتلال حصارها لمخيم جنين لليوم الرابع عشر على التوالي، حيث أسفرت العمليات العسكرية عن استشهاد 38 فلسطينيًا، بينهم الشاب خالد عزام عصاعصة (21 عامًا) من الحي الشرقي، والطفل أحمد يوسف صقر (15 عامًا)، وقسام فيصل أبو سرية (29 عامًا) من مخيم جنين، وقيس مجدي عادل جبارين (21 عامًا) من المخيم نفسه، وأحمد خالد فايز دراغمة (19 عامًا) من طوباس.

طوباس وطمون: مجازر متتالية

في بلدة طمون جنوب طوباس، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة راح ضحيتها 10 شهداء، بينهم:

عبد الله محمود محمد بني عودة (22 عامًا)

محمد مثقال فايز بني عودة (36 عامًا)

إبراهيم مثقال فايز بني عودة (33 عامًا)

أسامة معروف ذياب بني عودة (19 عامًا)

منتصر علي محمد بني مطر (25 عامًا)

عبد الرحمن محمود نمر خطيب (20 عامًا)

عمر علي محمد بشارات (28 عامًا)

صالح خضر يوسف بني مطر (19 عامًا)

سليمان أحمد سليمان بشارات (22 عامًا)

جهاد ناصر يوسف بني مطر (18 عامًا)

كما استشهد في وقت سابق كل من الطفل حمزة عمار أحمد بشارات (10 أعوام)، والشاب آدم خير الدين أحمد بشارات (23 عامًا)، والطفل رضا علي أحمد بشارات (8 أعوام) جراء قصف طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت فناء منزلهم.

نابلس: اغتيالات واعتقالات

في مدينة نابلس، اغتالت قوات خاصة إسرائيلية الأسير المحرر قاسم العكلوك (40 عامًا) بإطلاق النار عليه مباشرة أمام زوجته وأطفاله، مما أدى إلى استشهاده وإصابة زوجته بجروح. كما شهدت المدينة اقتحامات واعتقالات طالت العديد من الشبان.

تغول السلطة الفلسطينية

لم تقتصر معاناة الفلسطينيين على اعتداءات الاحتلال؛ فقد شنت أجهزة الأمن الفلسطينية حملات اعتقال استهدفت نشطاء ومقاومين، حيث اعتقلت الشاب ناصر علي حمد بني عودة من بلدة طمون للضغط على شقيقه الأسير المحرر هاني علي بني مطر لتسليم نفسه. كما اعتقلت الشابين محمد عبد الفتاح دراغمة، وأحمد سامي أبو عامر من طوباس.

ردود الفعل المحلية والدولية

أثارت هذه الأحداث استياءً واسعًا في الأوساط الفلسطينية. فقد حذرت حركة “حماس” من عواقب سلوك السلطة وأجهزتها الأمنية، ووصفت مشاهد ضرب عناصر الأمن لمواطنين بأنها تجاوز خطير. كما دعت الحركة إلى وقف هذه الممارسات التي تهدد السلم المجتمعي. من جانبها، أعربت منظمات حقوقية عن قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني في شمال الضفة، ودعت إلى وقف فوري للعنف، سواء من قبل قوات الاحتلال أو أجهزة الأمن الفلسطينية، وضمان حماية المدنيين.

خاتمة

تعكس الأحداث الأخيرة في جنين، طوباس، طمون، ونابلس حالة من الضغط المزدوج الذي يتعرض له المواطن الفلسطيني، بين اعتداءات الاحتلال وممارسات أجهزة السلطة. هذا الوضع يستدعي وقفة جادة من جميع الأطراف المعنية، لضمان حماية حقوق الإنسان وتحقيق العدالة لأهالي هذه المناطق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock