
أهم الأزمات التي يعيشها المراهقون وكيف يتعامل معها الآباء؟
أهم الأزمات التي يعيشها المراهقون وكيف يتعامل معها الآباء؟
كتبت فاطمة مصطفي
فترة المراهقة هي فترة أزمات نمو طبيعية حيث ينتقل الفرد من الطفولة إلى الرشد، وتتركز هذه الأزمات غالبًا حول الهوية والاستقلال والضغوط الاجتماعية.
إليكم أبرز الأزمات التي يعيشها المراهقون وكيف يمكن للآباء التعامل معها بفعالية:
أهم أزمات المراهقة وطرق تعامل الآباء
1. أزمة البحث عن الهوية (من أنا؟)
ما هي الأزمة؟
يسعى المراهق لاكتشاف هويته المستقلة وشخصيته وقيمه، وقد يمر بمرحلة تجريب الأدوار المختلفة (في المظهر، السلوك، الأصدقاء) للوصول إلى الشعور بالذات. هذا يؤدي إلى تقلبات سريعة في الاهتمامات والمزاج.
كيف يتعامل الآباء؟
القبول والدعم: تقبَّل تقلباته وتغييراته في المظهر أو الاهتمامات طالما أنها لا تشكل خطرًا. تجنَّب السخرية.
التوجيه بالقدوة: ناقش معهم القيم والمبادئ التي تؤمنون بها في العائلة، وكيف يمكن أن توجه قراراتهم، دون فرضها بشكل مباشر.
توفير الفرص: شجعه على الانخراط في أنشطة مختلفة (رياضة، فن، عمل تطوعي) ليجد شغفه ونقاط قوته.
2. أزمة الصراع من أجل الاستقلال والسيطرة
ما هي الأزمة؟
يرفض المراهق سلطة الأهل ويرغب في اتخاذ قراراته بنفسه ليشعر أنه بالغ. هذا يقود إلى العناد، الجدال المتكرر، وكسر القواعد كوسيلة لإثبات الذات.
كيف يتعامل الآباء؟
التفاوض لا الإملاء: بدلاً من إصدار الأوامر، استخدم أسلوب التفاوض ومنحه خيارات. على سبيل المثال: “هل تفضل إنهاء واجباتك قبل العشاء أم بعده؟”
منح الاستقلالية التدريجية: اسمح له باتخاذ قرارات في أمور حياته الشخصية (مثل اختيار ملابسه، ترتيب غرفته)، مع الاحتفاظ بحق الإشراف على القرارات الكبيرة والخطيرة.
وضع الحدود بوضوح: حدد العواقب بشكل واضح ومناسب قبل حدوث الخطأ، والتزم بتطبيقها بهدوء وحزم عند انتهاك القواعد المتفق عليها.
3. أزمة الضغوط الاجتماعية ومكانة الأقران
ما هي الأزمة؟
تصبح آراء الأصدقاء أكثر أهمية من آراء العائلة. يشعر المراهق بضرورة “التكيف” والاندماج مع مجموعته، ما قد يدفعه إلى سلوكيات لا تتفق مع قيم العائلة، أو قد يتعرض للتنمر أو الإقصاء الاجتماعي.
كيف يتعامل الآباء؟
كن نقطة الأمان: اجعل المنزل ملاذًا آمنًا حيث يمكن للمراهق أن يكون على طبيعته دون خوف من الحكم.
التواصل حول الأصدقاء: اهتم بمعرفة أصدقائه وادعُهم إلى المنزل لكسر حاجز الخوف، وتجنب انتقاد الأصدقاء بشكل مباشر.
تعليم المهارات الاجتماعية: ساعده على بناء الثقة بالنفس ليتمكن من قول “لا” للضغوط السلبية، وتوجيهه نحو اختيار الأصدقاء الذين يدعمونه إيجابيًا.
4. أزمة التقلبات العاطفية والضغط الأكاديمي
ما هي الأزمة؟
بسبب التغيرات الهرمونية والضغوط المدرسية والمستقبلية، يعاني المراهقون من تقلبات مزاجية حادة (غضب، حزن، إحباط) وقد يظهرون مستويات عالية من القلق أو الاكتئاب.
كيف يتعامل الآباء؟
التحقق العاطفي: لا تقلل من شأن مشاعرهم. قل: “أتفهم أنك تشعر بالإحباط”، بدلاً من: “لا داعي لكل هذا الغضب.”
تخفيف الضغط الأكاديمي: ركز على الجهد والتعلم وليس فقط على الدرجات النهائية. ساعده في تنظيم وقته، وشجعه على أخذ فترات راحة.
البحث عن مساعدة: إذا لاحظت تغييرات حادة ومستمرة في النوم أو الأكل أو الانسحاب الاجتماعي، لا تتردد في استشارة مختص نفسي أو مرشد مدرسي.





