
فتح ملف الأنثروبولوجيا في الوطن العربي.. حوار خاص مع الدكتور الجيلالي المستاري من الجزائر والشاعرة آمال المناعي من تونس
فتح ملف الأنثروبولوجيا في الوطن العربي.. حوار خاص مع الدكتور الجيلالي المستاري من الجزائر والشاعرة آمال المناعي من تونس
فتح ملف الأنثروبولوجيا في الوطن العربي.. حوار خاص مع الدكتور الجيلالي المستاري من الجزائر والشاعرة آمال المناعي من تونس
كتبت :مها السبع
في حلقة جديدة من برنامج «الإشارة» الذي يُقدمه الإعلامي حسن عبد المنعم على شاشة قناة القاهرة اليوم، استضاف البرنامج الدكتور الجيلالي المستاري الباحث والفيلسوف الجزائري المتخصص في الأنثروبولوجيا والخطاب الديني، إلى جانب الشاعرة التونسية آمال المناعي، عضو الرابطة المغربية المصرية للصداقة بين الشعوب، في لقاء فكري ناقش قضايا البحث العلمي والأنثروبولوجيا في الوطن العربي وتأثيرها على الخطاب الديني وتشكيل الوعي الاجتماعي.
استهلت المناقشة بكلمة للشاعرة آمال المناعي التي قدّمت تعريفًا للدكتور الجيلالي المستاري بوصفه «قامة علمية جزائرية وعربية بارزة، حملت على عاتقها مهمة تجديد الفكر والبحث العلمي، وأسهمت في الملتقيات الدولية بالبحوث التي تُمزج بين الفلسفة والأنثروبولوجيا والخطاب الديني».
وفي مستهل الحوار، طرح الإعلامي حسن عبد المنعم على الدكتور المستاري سؤالًا حول بدايات مساره في مجال الأنثروبولوجيا، بعد رحلة طويلة في دراسة الفلسفة.
سؤال: متى بدأت مسيرتك البحثية في مجال الأنثروبولوجيا، وكيف كانت النقلة من الفلسفة إلى دراسة الجسد والخطاب الديني؟
الدكتور الجيلالي المستاري: بدأت كباحث في الفلسفة، وتحديدًا في الفلسفة الدينية، واهتممت منذ البداية بموضوع الجسد والمقدس في الخطاب الديني، وهو موضوع يتقاطع بين الفلسفة والأنثروبولوجيا. ومن خلال عملي على هذا المحور، وجدت نفسي أتجه بسلاسة نحو الأنثروبولوجيا الدينية، خاصة بعد التحاقي بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بالجزائر، حيث ركزت على دراسات المواطنة والخطاب الديني من منظور أنثروبولوجي.
سؤال: كيف تنظرون إلى واقع العلوم الاجتماعية والأنثروبولوجية في الجزائر والمنطقة المغاربية؟
الدكتور المستاري: يمكن القول إن العلوم الاجتماعية في الجزائر تُعيد تقييم نفسها باستمرار، وقد شهدت تطورًا كبيرًا منذ الستينات. ورغم التحديات المتمثلة في الازدواجية اللغوية بين العربية والفرنسية، فإن الحقل الأكاديمي الجزائري استطاع أن يرسخ مكانة قوية في الدراسات الأنثروبولوجية، بفضل جهود الباحثين والمؤسسات العلمية مثل مركز الكراسك.
سؤال: وماذا عن دور الباحثين في فهم التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يشهدها الوطن العربي؟
الدكتور المستاري: الباحث في العلوم الاجتماعية مسؤول عن فهم التحولات لا عن التفاعل معها فقط. نحن نحاول أن نُحلل الأزمات التي تمر بها مجتمعاتنا من أجل مساعدة صناع القرار والفاعلين السياسيين في إيجاد حلول واقعية. الأنثروبولوجيا اليوم تُعدّ وسيلة لفهم الجسد والمجتمع في لحظات الأزمات، سواء كانت اقتصادية أو فكرية أو دينية.
سؤال: من قبل الإعلامي حسن عبد المنعم تحدثت في أبحاثك عن أهمية مخاطبة الأطفال دينيًا من منظور أنثروبولوجي. ما رؤيتك لذلك؟
الدكتور المستاري: نعم، أرى أن الطفل يجب أن يُخاطَب بخطاب ديني يناسب وعيه العمري، فالتربية الدينية لا تُبنى بالتلقين، بل على الفهم التدريجي للقيم والمفاهيم. لذلك كتبتُ كثيرًا عن التربية الإسلامية في المدرسة الجزائرية والمغاربية، لأن هذا الجانب هو أساس بناء إنسان متوازن فكريًا وروحيًا.
وفي ختام اللقاء، وجّه الإعلامي حسن عبد المنعم شكره وتقديره للدكتور الجيلالي المستاري من الجزائر، وللشاعرة آمال المناعي من تونس، مؤكدًا أن برنامج «الإشارة» مستمر في تسليط الضوء على رموز الفكر والبحث العلمي في الوطن العربي، دعمًا لحوار حضاري يربط بين العلم والإنسان.





