الفيسبوك.. اختراقات وغياب القوانين الرادعة

الفيسبوك.. بات جزءا لا يتجزأ من حياة مئات الملايين. ونجح التطبيق، رغم معرفة أغلب مستخدميه مدى سهولة اختراقه، فى استعباد الملايين حول العالم ضاربين بعرض الحائط سلامة الحفاظ على بياناتهم وصورهم الشخصية.

‎فى أكتوبر الماضى وجهت شركة ميتا، المسئولة عن تطبيق الفيسبوك، تحذيرا من تعرض أكثر من مليون حساب شخصى على الفيسبوك للاختراق فى حالة استخدام أصحاب تلك الحسابات عددا من البرامج والتطبيقات الأخرى، موضحة أن تلك البرامج فور تحميلها على الهاتف الذكى، تبدأ فى محاولات اختراق حساب الفيسبوك لسرقة ما عليه من بيانات.

وعادة ما تتعلق تلك البرامج أو التطبيقات بتعديل الصور أو توفير اختيارات عديدة للحصول على صور جذابة أو تطبيقات خاصة بألعاب إليكترونية، وبالطبع لا يعلم ملايين المستخدمين أن السم يتم دسه فى العسل وان هواتفهم تصبح مخترقة بمجرد استخدام تلك البرامج.

‎ونوه التحذير الذى أطلقيته ميتا إلى وجود نحو 355 تطبيقا يخترق الحساب الشخصى على الفيسبوك إذا كنت مستخدما نظام آندرويد فى مقابل 47 تطبيقا مماثلا لمستخدمى أجهزرة آبل.

‎وفى أغسطس الماضى أيضا، تعرض تطبيق فيسبوك لمشكلة كبيرة عندما فوجئ الملايين حول العالم بحساباتهم تعرض أخبار صفحات هم غير مشتركين بها ولم يتفاعلوا معها من قبل، تلا ذلك توقف للتطبيق بأكمله لأكثر من ساعتين تقريبا. أما فى إبريل الماضى فقد كان الوضع أكثر سوءا عندما استيقظ الملايين ليجدوا حساباتهم على تطبيق الفيسبوك قد تم إغلاقها تماما مع ظهور رسالة أن تلك الحسابات الشخصية لا تتوافق والمعايير المعمول بها من قبل التطبيق. واستمر الوضع بضع ساعات حيث أعلنت شركة ميتا وقتها محاولاتها لحل المشكلة وبالفعل بعد ساعات نجح المستخدمون فى الرجوع مرة أخرى لحساباتهم الشخصية.

‎ولكن لم تكن تلك الحوادث لتمر مرور الكرام، فبالرغم من عدم قدرة أى شخص ــ مهما يكن ــ على ضمان سلامة حسابات الملايين حول العالم على الفيسبوك، فإن تلك الحوادث دقت ناقوس الخطر حول سهولة اختراق التطبيقات الشخصية وسهولة الحصول على أى بيانات أو صور شخصية للمستخدمين، وأن الأمر يقع على عاتق المستخدم لحماية نفسه عن طريق تجنب تحميل برامج وتطبيقات كثيرة وغير موثوق بها على الهواتف أوضرورة قيام المستخدم بتغيير كلمة السر بصورة دورية، خاصة بعد أن فشلت الشركة المسئولة عن الفيسبوك فى حماية مستخدميها.

‎وعلى الرغم من وجود قوانين تجرم عمليات اختراق الحسابات الشخصية والحصول على بيانات خاصة بتلك الطريقة، فإن تلك الجرائم نادرا ما يتم الوصول فيها للجانى أو معاقبته وذلك نظرا لصعوبة تتبع مصدر الاختراق الذى يمكن أن يحدث من داخل أى دولة.

‎وبدأت الكيانات الكبرى حول العالم مثل الاتحاد الأوروبى فى توجيه تحذيرات لضرورة العمل على توفير الأمان لمستخدمى شبكة الإنترنت ومستخدمى البرامج والتطبيقات المختلفة من عملية الاختراق، خاصة أن أغلب الأعمال باتت تعتمد على الدخول على شبكة الإنترنت مما يعرضها لخطر القرصنة. وبالفعل تم الاتفاق على عدد من الإجراءات بحيث تلزم المصنعين لتحقيق توافق جميع المنتجات التى يتم توصيلها بشبكة الإنترنت مع معايير رقمية لادراج الأمن السيبرانى فى سلسلة الانتاج بأكملها بدءا من مرحلة التخطيط الأولى مرورا بمراحل التصميم والتطوير، وصولا إلى الإنتاج والتسليم والصيانة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock