
ويبقى الأمل
ويبقى الأمل دائما داخلنا مهما عصفت بنا الأيام.. ويبقى هناك بقعة نور مضيئة وسط الظلام الحالك.. وسيظل بأمكان النهار أن يأتى وسيشرق الصباح بضيائه مادام هناك نهاية للظلام.. لابأس فلكل شئ أخر، ولكل بداية نهاية تأتى معها بداية جديدة أكثر إشراقاوتميزا؛ لذا”علينا أن نتعلم الابحار وسط الرياح العاتية”. علينا أن نقوى من إرادتنا ونشدد من عزائمنا مهما بلغت الشدائد ذروتها. نحن بداخلنا كل شئ نريده؟!! نعم؛ فبداخلك كل ماتريد ولكن عليك أن توجه نفسك تجاه ماتريد وعليك أن تسعى لتحقيقه، “فلا شيء يأتى بالتمني،وبالسعى يأتى المراد.” ماذا تقولين؟! إنها أحلام يقظة وكلام يقال! ألم ترين مانحن به فنحن نسعى كثيرا ولا أحد يترك لنا فرصة الوصول .. وبماذا سيفيد الكلام؛ فهو مجرد كلام يقال…. أحقا سعيت؟ أحقا تمنيت بصدقا أن تصل؟ أحقا أدركت ماتريد وعييت ذلك؟ ءأدركت حقا ماالذى توجه نفسك إليه وإلى اى مجري ستسير سفينتك ؟ وهل جربت أن تكلف نفسك وترى تلك البقعه البيضاء البعيدة وسط كل هذا السواد أم أنك اختصرت طريق الرؤية وعشت فى ظلام الفكر وسددت عينيك عنها ؟ كلا، فأنت فقط أخذت الطريق القصير وقلت أنك لن تصل دون أن تدرك ما الذى عليك فعله.. دون أن تكلف نفسك وتفتح فكرك ليضيء بصرك وترى ما الذى قصدته.. أتظن وانت بذلك الفكر التشائمي أنك ستتغير أو تغير من نفسك حتى شيء..كلا، فإن ربك يقول فى كتابه العزيز: ” لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ.” من سورة الرعد- آية (11) لذا عليك أن تغير ما بنفسك أولا ليتغير ما أنت عليه ويتغير مابك.. عليك أن تحاول تغيير فكرك لتصبح أكثر وعيا بذاتك أولا ثم لتعي ماتريده أن يكون . “إن الحياة بلا أمل كأرضا بلا ماء”. تسير بنا رغم وقوفنا فى منحدرات اليأس ناظرين على ماضينا نادمين على ما قد كان، ولو أفقنا لبرهة من الزمان سنجد أن كل ذلك لايجدي نفعا ولا يجلب خيرا بل يزيدنا أحباطا ويملا قلوبنا تعاسة. وختاما إن فى الأمل حياة وتمتلىء الحياة أمل، ولا أجد خاتمة أجمل من قول ربك العظيم الكريم فى كتابه الحكيم: ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” من سورة الزمر- آية (53) عيش بالأمل..عيش بالتفاؤل.. عيش كل لحظة وكأنها أخر لحظة فى حياتك، وقدر قيمة الحياة.