“وقت الرحيل “

 بقلم / ولاء على 

“حان الآن وقت الرحيل” كلمات يقولها فعل وليس لسان الراحلين، كلمات تقال حينمايصدر الحكم برحيل أحدهم

من دار الفناء إلى دار البقاء فتسقط ورقته من بين الأحياء لينتقل إلى عالم الأموات دون وداع بل تكون نفسها

هى لحظات الوداع؛ حيث يودع فيها الراحل بقية الراحلين ولكن كلا بمختلف وقت رحيله يقول لهم سأرحل

بأفعال غير مفهومة فى الوقت ذاته ولكن يلاحظونها بعد غيابه، بنظرات مليئة بالحب والاشتياق وكلمات الوداع

غير المنطوقة.. بأهات كثيرة غيرمسموعة يودعهم دون علمهم، فقط هو واحده يعلم انه سيرحل فى وقت

قريب ولكن لا يعلم متى هو وأين ؟! وحينما يأتى الوقت الموعود وتصعد الروح إلى بارئها يملأ الحزن قلوب

المحبين، وتمطر الدعوات من قلوب أحبت بصدق منغمسة بعبرات تتساقط من العين دون إحكام أو سيطرة

عليها؛ حيث أن القلب هو الذى يأن من وجع الرحيل ومما أصابه من مصيبة الموت ، فتعبر العين عما فاض

داخله، ليس اعتراضا فنحن لا نملك حق الإعتراض بل نملك الرضا حينما ينعم علينا به من الخالق جل فى علاه،

بل لوجع الفراق فإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراق المحبين لمحزونون وإنا لله وإنا إليه راجعون.

فنحن على يقين من أن لا أحد سيحن علينا ويرحمنا أكثر ممن خلقنا سبحانه ويملأنا اليقين بأنا لله وأنا إليه

راجعون، ولكن يغلبنا وجع الفراق ومرارة الرحيل، يغلبنا الشوق والاشتياق لمن رحلوا، توجعنا ذكرياتنا معهم

حينما نتذكرهم ونتمنى لو أنهم مازالوا بجانبنا أو رحلنا معهم لنلتقى ونكون معا، يحرقنا لهيب الحب مع التمنى

ليعودوامن جديد ونتمنى لو نراهم ماثلون أمامنا لنجري عليهم ونضمهم إلينا ونسند بظهورناعليهم حتى

نستقيم، بل بجميع أجسامنا ليحتوونا من جديد، ويداووا ما فعله الفراق بنا، ليطبطبوا على قلوبنا لتعود إلينا

ضحكاتنا كما كانت معهم، ليعود الجزء المفقود منا بعد رحيلهم، لترجع إلينامعانى الحياة التى عرفناها معهم.

فنظل نتمنى عودتهم ونحن راضين بغيابهم، حتى نذهب إليهم، فهم رغم كل التمني لا يعودون مجددا، ولا يؤذن

لهم فيرجعون. رحم الله كل من فارقنا وأخذ معه جزء منا، غفر الله لكل الراحلين من بيننا وجزاهم عنا خير الجزء.

رحم الله كل من مات ولم يذكرهم أحد، رحم الله كل من سبقونا، وأحسن مئواهم رحم الله أبائنا وأمهاتنا وجمعنا

معهم فى جنات الخلد يوم يبعثون . وختاما قلوبنا يسندها القرآن وتقوى بكلمات ربها لتكمل رسالتها التى خلقت

من أجلها، وصدق الحق إذ يقول فى كتابه الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم ” وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ

وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا

إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦)” (من سورة البقرة) بسم الله الرحمن الرحيم ” كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْـمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ

يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ” من سورة آل عمران- آية

(185) بسم الله الرحمن الرحيم ” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا

يُظْلَـمُونَ ” من سورة البقرة- آية (281) صدق الله العظيم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock