
مابين الواجد والموجود
مابين الواجد والموجود.
د./أحمد سلامة
حوار تم بيني وبين صديق من المانيا منذ عدة أعوام وهو من أصل لبناني ألماني ويمتلك مطعم في مدينة كولن الألمانية..يقول ان اؤمن بما أري ولا أؤمن بما لا أري فكل ماوراء الغيب ليس حقيقة ولذا اؤمن بالجسد والتجسيد كحقيقة لكل شيء …وهنا بدأ كلامي بعد ماعرض مايؤمن به وإيمانه بتجسيد الشيء ليكون موجود .؟.
وجهت إليه سؤال أنت تؤمن أن هناك قلب يعمل بداخلك؟ هل رأيت قلبك ..؟.انت تؤمن ان هناك مخ بداخل راسك هل رايته ؟ كانت إجابته اؤمن بوجودهم لأن علم التشريح أثبت وجودهم في وفي كل البشر ..؟ قلت له جميل هل لك ان تتحكم في دقات القلب وتدفق الدماء داخل الشرايين وتوزيعها علي كافه الأجهزة والاعضاء؟ هل تملك التحكم في ذلك ؟ قال لا فسألته من يقوم بهذا العمل نيابه عنك من يحرك سمعك وبصرك ولسانك ويدير عمليات حفظ المعلومات الكثيفة الحجم داخل عقلك ومن يستخلص من الطعام الذي تناوله عناصرة دون فعل منك سوي الذهاب لتأكل او تفرغ مابقي من رواسب من يقوم بكل هذا ؟…أليس هو حقيقة مطلقة لم يرد فقلت له ان تجسد الإله كقوي أمرا يتشارك فيه مع البشر وبالتالي كل قوة مجسدة محدودة فيما جسدت فيه اما اذا كانت القوة مطلقة فلا حدود لها ولايمكن ادراكها فهي قوة معلومة الفعل اثرها لايخفي وحكمتها لاتنقطع وبديعها لايفني وقدرتها لاتدرك ….فأنت لاتزرع الزرع …ولكن الله هو الزراع وأنت تنجب بقدرتك المحدودة ولكن الله هو الخالق وأنت لاتصنع وتبدع في الكون ولكن تحاكي بديع صنع من خلق …أذن الإيمان بالغيب هو الإيمان بالقدرة المطلقة التي تدرك الأبصار بطلاقتها ولاتدركها الأبصار بمحدوديتها…..فأذن كان قسم الله ..لاقسم بما تبصرون ولاتبصرون وانه لقسم لو تعلمون عظيم …تغير صديقي وأصبح باحثا فيما قولت مؤمنا بما طرحت…