
لا تكن أعمي وأنت تبصر
لاتكن أعمي وأنت تبصر
د./ أحمد سلامة
أراد الله أن يجعل العلم وسيلة للوصول الي غاية سامية وهي تأكيد وحدانيته وجعله كأسباب لعمارة الكون وإستخلاف الإنسان فيه..وأراد الله أن يضرب لنا أمثال واضحة ليتفكر فيها الإنسان ويبحث ويستكشف فطلب منا أن ننظر الي مانحرث أو مانزرع في الأرض هل يعني ذلك اننا زرعنا ؟الإجابة لا لأن الإنسان أخذ بأسباب الزرع فقط وهي ماخضع للعلم ..أما عملية الإنبات والنمو والإثمار فكلها عمليات تحدث في عالم ماوراء المادة نقيسها بالعلم ولايمكن لنا أن نتحكم في عمليات إلانتاج الأيضي أو عملية إمتصاص الماء عبر الجذور أو عملية صعود العصارة في سيقان النبات او حتي عمليات التلقيح الخلطي..وكذلك في التزاوج في عالم الإنسان والحيوان فقد يقضي الإنسان والحيوان شهوة ولكن قضية الخلق في الأرحام وتطورها لايخضع لإرادة سببية من تكون الزيجوت الي إكتمال بنيان الجنين لينزل ليستقبل الحياة من يدير تلك العمليات الجبارة داخل الارحام فالعلم لايستطيع إنتاج بويضة واحدة او حيوان منوي واحد العلم لايستطيع إنتاج دورة شهرية صناعية او إيقاف حركة الحياة بتعطيل تلك الأمر..حتي الماء الذي نشرب كيف يتكون وينزل الي الأرض وكيف تنشأ الروابط الالكتروستاتيك في السماء بين السحب المحمول بها الايونات السالبة والموجبة بتوافق عجيب لتسقي الأرض وتخزن المياة في الأنهار وكذلك كيف تنشأ النار من الشجر الأخضر…فإن أدركت جانب العلم فقط فأنت اعمي حقيقي عن عالم ماوراء المادة الذي أنت ذاهب اليه لامحاله عند موتك والذي هو عالم الغيب والشهادة …فلاتكن اعمي وانت تبصر واجعل عقلك يقرر ذلك لان قضية الإيمان هي قضية قلوب تهدي وليس عقول تجرب…جمعة طيبة تقبل الله صالح الاعمال ..