
وتمر السنين
بقلم / ولاء على
تُغادر سنون لتأتي الأخرى، وتَمضي الأيام لتأتي بغيرها ، وينتهي أسبوع ليَجِيء بالاخر، وتستمر الأشهر فى
التَحرك للأمام دون توقف .. وهكذا حتى تمضي الحياة مُسرعة بنا إلى ما كُتِبَ لنا وقُدِّر . بالأمس قد وَدعنا سنة
رَحِلَت بكل ما فيها من إنجازات وخيبات، أمال وأمنيات ، أحلام وواقع عشناه، تارة بالتفاؤل وتارة محبطين ..
بالأمس كانت هناك أهداف قد تحقق بعضها وتأجلت الأخرى بدورها، ومازلنا نَأمل فى تحقيقها . وفى تمامِ
الساعه الثانية عشر صباح اليوم استقبلنا سنة جديدة بنفس الآمال مع جديد من الامنيات والأحلام وقديم منها،
وتلك الاهداف المُؤجلةوالتى لم يُكتب لها التحقيق بعد، هكذا نحن وتلك هى أيامنا ،ومازلنا نأمل فى غداً.. هكذا
نحن لا نستسلم بسهولة كما لا نتخلى ببساطة ولا نمنع مُخيلتنا من ألا تَحْلُم مجدداً ولا نستطيع أن نُوقف
اقدامنا عن المُضي خطوات فى طريق حياتنا .. هكذا نحن نَرضى بأقدارنا،مع كل القناعة بعطاء الله لنا أملين
فى المزيد من فضله موقنون بأنه ” ولأن شكرتم لازيدنكم” وبأنه “ولسوف يعطيك ربك فترضى” . هكذا نحن
وتلك هى قلوبنا يملأوها الأمل مادامت تنبض، ويغمرها الرضا مادامت دقاتها مستمرة . نحن لا نبكي السنون
التى غادرت ولا نضحك لما هو قادم ، بل كلاْ أتى بما ينبغى أن يأتى به وبما كُتِبَ فيه من ضحكات وبكاء من فرح
واحزان من أمال وخيبات، من أشخاص رحلوا وأخرون أتت بهم الأيام.. نحن لا نعلم كل هذا مسبقا ولكن عرفناه
مع مرور الايام وأتيان وقته؛ لذا لا نحمل هم غداً لانه ليس بِملكنا ولكن نُساير أيامنا جيداً فنضع ما ينبغى أن
يُوضع في موضعه ونترك ما لَزِمَ تركه . بالأمس كنا وكانوا ، وها نحن اليوم مازلنا ومازالوا ولكنا تغيرنا وتغيرت
أحوالنا؛ فكنا أمس وصرنا غداً وبقينا حاضرين اليوم بأمر ربنا أُظلمت فينا أجزاء ؛ فندعوا الله قائلين “يارب انر ما
اظلمناه فى انفسنا” ، وأُنيرت فينا أخرى وندعوا الله أيضاً أن ينير دروبنا بنوره ؛ فتبدلت الأمور وصارت كما ينبغى
أن تكون بأذن ربنا؛ فحمداً لله على ما كان و ما يكون وما سيكون بفضله وكرمه.