
صَيْحةُ النَّجاة* “كَيفَ تَنَامُ العَينُ وقَلبُكَ فِ,ي معية الله”
صَيْحةُ النَّجاة* "كَيفَ تَنَامُ العَينُ وقَلبُكَ فِي معية الله"
صَيْحةُ النَّجاة* “كَيفَ تَنَامُ العَينُ وقَلبُكَ فِي معية الله“؟
✍️بقلم :عزت السيد السبع:
ليست الحياة معركة لتبقى حياً، بل هي فرصة لتعيش تحت العين التي لا تنام، في معية الله. فهل هناك شرف أعظم من أن يكون خالق الكون كله معك، يسمعك ويؤيدك؟ إن سر هذه المعية ليس بالكثرة، بل في صدق أربعة مفاتيح.
*المفتاح الأول* “الاستقامة والإحسان”
إن مفتاح القرب الإلهي هو أن تجعل حياتك قائمة على ما يحبه الله. فالمعية ليست حظاً، بل هي وعد إلهي لمن اتخذ طريق التقوى والإتقان.
(إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ).
هذه الآية ترسم لك الطريق: اتقِ الله بترك ما حرم، وأحسِن العمل في كل ما أمر. فبهما وحدك لا تخاف، لأن الله معك يرفعك ويؤيدك.
*المفتاح الثاني* “صَدقُ الذكر”
إن كنت تشعر بالوحدة أو القلق، فتذكر أن الفاصل بينك وبين الطمأنينة هو لسانك وقلبك. لا تنقطع المعية إلا بانقطاع ذكرك له. فالوعد الإلهي واضح لا يحتاج إلى تفسير:
”أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه…”
عندما تذكره، يذكرك. وعندما تذكره في دنيا البشر، يذكرك في الملأ الأعلى. هذا هو كنز المعية الفوري الذي لا يُشترى بمال.
*المفتاح الثالث* “التوكل الأبدي”
قد تأتيك العواصف والابتلاءات، لكن العيش في معية الله يعني أن تعرف يقيناً أن الأمر كله بيد واحدة، وأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. لهذا، لا تلتفت لقوة البشر أو ضعفهم:
”…واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف.”
هذا الحديث هو جهاز مناعة القلب؛ يزيل الخوف والتردد، ويجعل يقينك قوياً كالجبال.
*المفتاح الرابع* “حُبُّ العمل الصالح”
المعية ليست مجرد كلام باللسان، بل هي أفعال تجعل قلبك قريباً من الله. إن أحب الأعمال إلى الله هي التي تدوم وتستمر، وهي التي تقربك إلى دائرة المحبوبين.
وفي الحديث القدسي الذي يجسد قمة المعية، يقول الله تعالى:
”وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعهُ الذي يسمع به، وبصرهُ الذي يُبصِر به، ويدهُ التي يبطش بها، ورجلهُ التي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّهُ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّهُ.”
هذه هي الذروة المزلزلة للمعية! فالله يصبح عونك في حركتك وسكناتك، وفي طلبك ودفاعك. ابدأ بالفرائض، ثم أكثر من النوافل حتى تبلغ هذه الدرجة.
*الخلاصة المزلزلة* إذا أردت أن تنام قرير العين مهما كانت الظروف، فاجعل الله همك الأول. لا تتوقف عن الإحسان والذكر والتوكل وحب النوافل. عندها، ستعيش في معية دائمة، لا خوف فيها ولا حزن