
الخواطر الرجبية ..{ قضايا فقهية طبية وصحية تختص بالصيام }
{ قضايا فقهية طبية وصحية تختص بالصيام }
تنسيق وتصويب دكتور. محمد رجب.

سلسلة “من فقه نوازال الصيام المعاصرة “
استعمال الأدوية الطبية وأثره علي الصيام في ضوء أحكام الفقهاء والأطباء .
مما لا شك فيه أن الإنسان في هذه الحياة مبتلى ما بين الصحة والسقم ، والعافية والابتلاء قال عز وجل (ونبلوكم بالشر والخير فتنة… الآية)
ومعلوم أن الكثير من الأحكام الفقهية تحتاج في تقديرها إلى الطبيب الثقة ، من حيث تقدير المرض الذي يعيق الإنسان عن أداء العبادة تبعاً لحالة المريض أو يؤجلها إلى حين شفائه .
ومعظم أحكام الصيام لها علاقة وثيقة بالصحة والمرض ، و سلامة المكلف والحفاظ على نفسه هو أحد مقاصد الشريعة الغراء التي جاءت لتحقيق مصالح العباد ودفع الضرر عنهم.
لذا كان للطب والأطباء الرأي الأول في الفتوى فيما يتعلق بهذا الأمر.
ومن الثابت ان صيام رمضان فريضة ، ومن المعلوم أيضا : ” أن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ” .
فعلى الطبيب المسلم أن يتقى الله تعالى في كافة أموره ، خاصة فيما يختص بالأحكام الشرعية ، التي تتعلق بسؤال المريض له عن الأمور التعبدية والتي أرجع الشرع فيها الرأي للطبيب المسلم الثقة العدل .
_ وفيما يلي بيان لاحكام استعمال الأدوية.
وأثرها علي الصيام تأصيلا وتطبيقا.
أولا: قطرات العين .
_فقد ذهب السادة الأحناف والشافعية إلى أن قطرة العين لا تفطر ، حتى ولو وجد طعمها في حلق الصائم .
_ وذهب السادة المالكية والحنابلةإلى أن المكتحل نهارا إذاوجد طعم الكحل في حلقه فسد صومه.
ومن الوجهة الطبية التشريحية تنفتح القناة الدمعية التي تخرج من جوف العين على العين عبر فتحة فيه ، وبالتالي فإن وضع قطرة في العين تصل إلى الأنف ومنه إلى البلعوم .
_ والحقيقة أن جوف العين لا يتسع لأكثر من قطرة واحدة فقط ،والكمية التي تصل إلى البلعوم ، إن وصلت ، كمية ضئيلة جدا وهي أقل بكثير مما يتبقى في الفم بعد المضمضةأو مما يدخل في الأنف أثناء الاستنشاق .
وقد أقر الفقهاء المضمضة أثناء الصيام ولو كانت للتبرد ولا بأس بالاستنشاق مالم يبالغ ،ولم يحرم المسواك في رمضان أحد من الفقهاء ، فقد جاء عن عمر بن ربيعة رضي الله عنه (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم ما لا أحصي ولا أعد ).
ثانيا:قطرات الأنف .
لا تعد قطرات الأنف من باب الطعام والشراب ولا يقصد منها التغذية ولا التقوية ، وإنما هي للعلاج الموضعي للأنف ، وينطبق عليها ما ينطبق على قطرة العين . وعلى الإنسان أن يحتاط من وصول شيء منها إلى حلقه.
ثالثا:قطرات الأذن .
اتفق الفقهاء على اباحتها في نهار رمضان ما دامت طبلة الأذن سليمة .
ولا يمكن لأي سائل أو قطرة توضع في الأذن الخارجية الوصول إلى البلعوم مالم يكن غشاء الطبل مثقوبا ،وحتى في تلك الحالة فإن كمية قطرة الأذن التي تصل إلى البلعوم – إن وصلت – كمية ضئيلة جدا .
رابعا: بخاخ الربو .
وهو عبارة عن مواد تحتوي على أدوية خاصة تستعمل في توسيع القصبات الهوائية .
ورغم أن جزءا ضئيلا جدا من المادة المستنشقة قد تذهب إلى المريء أو المعدة إلا أن بعض الفقهاء المعاصرين أباحه .
والبعض الاخر منع استخدامه بناء على وصول هذه المواد الي البلعوم.
خامسا:الحقن العضلية والجلدية.
اتفق الفقهاء على أن الحقن العضلية أو تلك التي تعطى تحت الجلد لا تفسد الصيام سواء كانت للعلاج أو للتطعيم ( اللقاحات ) .
سادسا:الحقن الوريدية .
أكثر علماء العصر يفرقون بين حقن الوريد التي تؤخذ للتداوي فيبيحونها ، وبين تلك التي تؤخذ للتغذية ( مثل محاليل الجلوكوز وما شابهه ) فيعتبرونها مفطرة للصائم لأنها يمكن أن تغني عن الطعام والشراب .
سابعا:الأدهان والمراهم الجلدية .
مما لا شك فيه أن الأدهان والمراهم واللصقات الجلدية كلها تمتص عن طريق الجلد ، ولكن ذلك لا علاقة له بالجهاز الهضمي فلا تفطر.
وأخيرا:
يتبين من خلال ما سبق أهمية الرأي الطبي واثره في استنباط الحكم الشرعي للمستجدات المتعلقة بالتداوي خاصة في شهر رمضان المبارك ، مما يبين يسر التشريع الإسلامي ووسطية احكامه ومراعاتها لاحوال المكلفين.
نسأل الله أن يجعل هلال رمضان هلال امن وامان وسلم ورخاء، وازالة لكل وباء وبلاء.
ونسأله عزوجل ان يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء . وللحديث بقية إن شاء الله تعالى. وكل عام والجميع بخير وصحة وسعادة.
منقول من صفحة الدكتور سامي خضر.