سيد درويش الفنان السكندرى العابر للأجيال

سيد درويش الفنان السكندرى العابر للأجيال

كتب/ مراد غيث

تحل هذا العام الذكرى المئوية لوفاة فنان الشعب “سيد درويش “

الذكرى التي إحتفلت بها العديد من الأوساط والمنتديات الفنيه والأدبية ، لذا وجب تسليط الضوء على جانب من حياة ذلك الطود الشامخ في سماء الإبداع.

ولد فنان الشعب” السيد درويش البحر ” ونشأ في   ليزيد من جمالها جمالا، ويضيف إلى روعتها لمسحه سحرية تمتاز بها عن حواضر الدنيا.

حيث كان رافدا فنيا سابقا لعصره بما يحمل التعبير من معاني، فقد كان يحمل أفكارا ولمحات أكثر تقدميه وعصريه من النظريات المتداوله في عصره، وكان رائدآ لمن خَلَفَهُ في مجالات الفن ينير لهم الدرب ويساعدهم في إختيار منهجهم ومسيرتهم.

فقد كان ينفذ إلى العديد من الأمراض الإجتماعية المنتشرة في المجتمع ويتسلل إليها في حصونها كحصان طروادة المتمثل في أغنياته وألحانه الرائعه التي يتدولها الناس بحواسهم و مشاعرهم، حيث كانت أغانيه تقطر الزيت في عجله الحياه اليوميه فتحد من وطأتها، وتضمد الجراح، وتمنح الأمل.

كانت ألحانه وموشحاته أحَد من سيف المقاتل وأمضى أثرا في نفس المستمع الذي كان يستعين بها للتحرر من أصفاد ثقيله قعدت به عن تحقيق آماله زمنآ طويلا.

فكم أثارت من نفوس تكاسلت لتزودها بطاقة الدفع اللازمه، وكم كانت السبب الذي تتداعى من ورائه النتائج.

فقد كان هدف الموسيقى المصريه قبله الطرب فقط، ولكنه جعل منها رساله أكبر فوظفها للكفاح الوطني وإيقاظ الغفله وإصلاح ما يرفضه من أدران في المجتمع بالإضافه إلى التطريب الذي إنفرد بمذاقه.

والمتتبع للطريقه التي سار عليها في ألحانه يلاحظ أنها كانت صحيحه منهجيآ كما لو كان متخرجآ من أرفع المعاهد الفنيه، فكان يتلو النص الشعري أولا ثم يعيش بيئته ويعايش أبطاله، ثم يأخذ في إلقاء النص الشعري إلقاءآ تمثيليا يناسب عباراته كأنه ممثلاعلى خشبه المسرح، ثم يبدأ في إلبسه الثوب الموسيقي البراق الذي يضفي إليه رونقا خاصآ يحمل بصمات السيد درويش المتفرده بإبداع من نوع متميز.

ولكن.
كم كام مكلفا هذا النجاح، فقد ازعج بفنه الهادف جهات عده، وتعارض مع مصالح شتى تكالبت عليه ومكرت به ومهدت الطريق للخلاص منه حتى تخلصت منه.
فالروايه المؤكده بالادله عن سبب وفاته والأقرب للمنطقيه أنه مات بالسم وكان ذلك من تدبير الانجليز وقيل من تدبير السلطان فؤاد.

حيث كانت أغانيه تحث الشعب على مقاومه المحتل ورفض الاستبداد.
وقام أذناب المستبد بإشاعه انه مات بجرعه مخدر زائده، الأمر الذي نفاه أحفاده مستندين إلى خطاب بخط يده لأحد أصدقائه أنه أقلع عن السهر وكل مايصاحبه وينصح صديقه أن يحذو حذوه، واستندوا أيضا إلى ما ذكره بديع خيري في مذكراته أن سيد درويش أقلع عن المخدرات ويظهر ذلك جليا في أغانيه التي تحض الشعب بالابتعاد عنها.

إنتهت حياته سبتمبرعام 1923 حيث توفي وله من العمر إحدى وثلاثون سنه حافله بالإنجازات والروائع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock